تجليات الرؤيا في الشعر

(قراءة في ديوان "شظايا ورماد" لنازك الملائكة)

الملخص

   الإنسان في هذا الكون الفسيح بينما يسبح في خياله فيتجول فيه حُرّاً أو مقيداً، تهيم النفس ويَسْرح الفؤاد؛ ليحلق بعيداً بأشرعةِ الزمان فيغادر هذا المكان إلى ذاك، ومن هنا إلى هناك، فتسبح معه افكاره ورؤاه التي لطالما تلازمه ملازمة الروح للجسد؛ فتصطدم الرؤيا بالرؤية تتمازج حيناً وتفترق احياناً اخرى، فما تدري أهي رؤية البصر أم عين البصيرة التي تتكشف فيها السرائر ويجلو بها مكنون النفس؛ فيما ترى بعين البصر رؤية حقيقة تمتزج معها رؤيا الفؤاد فيهيم سارحاً نحو العلياء، أو الدُنى، ومرّة تبصر العين برؤية فتنفر منها رؤيا العقل والفؤاد فيبتعدان ويفترقان فراقاً ابدياً قد لا يلتقيا ابداً. لعلّ هذا المفهوم لم يكن خافياً على الشعراء في نصوصهم الشعريّة بل كثيرا ما استعانوا بالرؤيا نحو اختراق عن كلّ ما هو مسكوت عنه تارة، وتارة اخرى خلق بدائل فكرية تلامس الهم الوجودي الإنساني.

 تهدف الدراسة الكشف عن تجليات الرؤيا عند الملائكة في ديوانها (شظايا ورمَاد) وبيان مدى فاعليتها في عملية الخلق الشعري.

سلك البحثُ منهجاً وصفيّاً تحليلياً؛ لاستكشاف الثراء الثقافي عند الملائكة  في ديوانها (شظايا ورمَاد)، وابراز مكتنزات نصوصها عبر تجليات الرؤيا، واستبطان مكامن العمق التي صيرت حضورها .