الآليات البيانية ودورها الإقناعي في ثلاثية الرافعي

الملخص

إنّ موضوع تحليل الكلام ووظائف الأقوال اللغوية أمر لا يزال يشغل اهتمام الباحثين، وقد اتسع هذا الأمر ليدرس اللغة باعتبارها نظاماً تواصلياً اجتماعياً، ليست لغوية بنيوية فحسب، بل ذات صلة وثيقة بالسياق والمقام المصاحب لفعل التلفظ. يسعى هذ البحث للكشف عن الآليات البيانية الأكثر استعمالا في ثلاثية الرافعي وبيان دورها الإقناعي، من خلال تقصّيها والوقوف عليها، لمعرفة مدى قوتها الحجاجية ودورها في التقريب بين المعاني وتحقيق مقصدية الكاتب والتأثير في المتلقي.

 اعتمد البحث على اختيار نماذج من الآليات البيانية البلاغية التي استعملها الكاتب في ثلاثيته ووظفها توظيفا يخدم غايته في التأثير في المتلقي وتحقيق أكبر قدر من الإقناع، وذلك باتباع المنهج الوصفي التحليلي.

 وقد وجدنا خلال بحثنا أنَّ الرافعي يرمي في أغلب كلامه وحواراته ورسائله إلى المعنى غير المباشر الذهني، الذي يهدف من ورائه إلى إقناع القارئ بما يريد اعتمادا على أساليب لغوية غنية بالتشبيهات والمجازات والاستعارات والكنايات البلاغية، بغية توصيل المعاني والرسائل التي من أجلها ألّف ثلاثيته التي جاءت نتيجة خبراته وتجاربه الحياتية العلمية والعملية الطويلة.

 وفي خاتمة البحث ذكرنا ما توصلنا إليه من نتائج، منها: أنَّ الخطاب الإقناعي يدعو إلى استعمال الحجج والبراهين والآليات البيانية البلاغية، وهذا ما فعله الرافعي بوعي نقدي وأدبي رفيع يرتبط بالإنسان وقضاياه الآنية والوجودية.